العربية
طقس العرب - القمر كوكب معتم لا يشع الضوء كالنجوم، لكننا نراه يضيء سماء الأرض لأن سطحه يعكس ضوء الشمس، وعند حدوث ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، يكون كوكب الأرض على استقامة واحدة بين الشمس والقمر، فتحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، لكن أثناء حدوث الخسوف الكلي للقمر يتوهج سطح القمر بلون مائل إلى الحمرة أو البرتقالي بدلاً من أن يصبح مظلمًا تمامًا. فلماذا يحدث هذا؟
دفع اللون الأحمر الذي يظهر فيه القمر أثناء الخسوف الكلي العديد من الأشخاص في السنوات الأخيرة إلى الإشارة إلى خسوف القمر الكلي باسم "القمر الدموي"، والسبب الذي يجعل القمر يتخذ لونًا ضارب إلى الحمرة أثناء الخسوف الكلي هو ظاهرة تسمى "تشتت رايلي"، وهي نفس الآلية المسؤولة عن التسبب في الألوان التي تظهر في السماء عند شروق الشمس وغروبها، وجعل السماء تبدو زرقاء.
سنشرح هذه الظاهرة بالتدريج بداية مع طبيعة ضوء الشمس، ثم كيف يتفاعل مع الغلاف الجوي للأرض وينتج الألوان.
على الرغم من أن ضوء الشمس قد يبدو لعين الإنسان أبيض اللون، إلا أنه يتكون في الواقع من ألوان مختلفة تسمى ألوان الطيف المرئي، يمكن رؤية هذه الألوان من خلال منشور أو قوس قزح، يتكون الطيف المرئي من عدة ألوان لكل منها طول موجي وتردد محدد، فالألوان الموجودة باتجاه الجزء الأحمر من الطيف لها أطوال موجية أطول وترددات أقل مقارنة بالألوان في الجزء البنفسجي من الطيف الذي له أطوال موجية أقصر وترددات أعلى.
الجزء التالي من اللغز الذي يسبب تحول القمر أثناء الخسوف الكلي إلى اللون الأحمر هو الغلاف الجوي للأرض. تتكون طبقة الهواء المحيطة بكوكبنا من غازات وقطرات ماء وجزيئات غبار مختلفة، وعندما يصطدم ضوء الشمس الذي يدخل الغلاف الجوي للأرض بالجسيمات الصغيرة، فإنه يتشتت وينتشر في اتجاهات مختلفة.
ومع ذلك، لا تتشتت كل الألوان في طيف الضوء بشكل متساوٍ، فالألوان ذات الأطوال الموجية الأقصر (خاصة اللون البنفسجي والأزرق) تتشتت بقوة أكبر من الألوان ذات الأطوال الموجية الأطول (مثل الأحمر والبرتقالي).
ما يحدث في الخسوف الكلي هو أن الأرض عندما تقع بين الشمس والقمر وتحجب ضوء الشمس عنه، تمر بعضاً من أشعة الشمس وتنحني على حواف الأرض بسبب انكسارها عبر طبقات الغلاف الجوي، فالألوان ذات الأطوال الموجية القصيرة والتي تتشتت بشكل أكبر لا تصل إلى سطح القمر، أما الألوان ذات الأطوال الموجية الأطول (الأحمر والبرتقالي) فتمر عبر الغلاف الجوي، وتصل إلى سطح القمر بعد أن تنحني حول الأرض، فتعطي القمر توهجًا برتقاليًا مائلًا للحمرة يشتهر به خسوف القمر الكلي.
سيخبرك مراقبو ظاهرة الخسوف المخضرمون أنك إذا نظرت بجدية في البداية وقبل نهاية المرحلة الكلية للخسوف، فقد تكتشف شريطًا أزرق فاتح أو فيروزي اللون على وجه القمر (انظر الصورة). يحدث هذا لأن طبقة الأوزون على الأرض تبدد الضوء الأحمر وتسمح بمرور بعض الضوء الأزرق الذي يتم تصفيته بطريقة أخرى بواسطة طبقات أخرى من الغلاف الجوي.
(شريط أزرق فاتح مرئي على سطح القمر)
يمكن أن يتخذ القمر درجات مختلفة من اللون الأحمر أو البرتقالي أو الذهبي أثناء الخسوف الكلي، اعتمادًا على ظروف الغلاف الجوي للأرض في وقت حدوث الخسوف. يمكن أن يكون لكمية جزيئات الغبار وقطرات الماء والسحب والضباب تأثير على درجة اللون الأحمر، وقد يؤدي وجود الرماد البركاني والغبار في الغلاف الجوي إلى تحول لون القمر إلى الغامق أثناء الخسوف.
يقيس العلماء مظهر وسطوع الخسوف الكلي للقمر باستخدام مقياس من خمس نقاط - من 0 إلى 4 - يسمى مقياس دانجون (انظر الصورة). يتم تصنيف خسوف القمر وتعيين قيمة له على المقياس. وفيما يلي صورة توضيحية لتدرجات لون القمر أثناء الخسوف بحسب مقياس دانجون الذي تم انشاؤه بواسطة عالم الفلك الفرنسي André-Louis Danjon
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
شاهد بالفيديو | هذا هو الفرق بين كسوف الشمس وخسوف القمر
اقرأ المزيد | الخسوف والكسوف.. مفهومهما وكيفية حدوثهما!
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
