العربية
طقس العرب - بقيادة علماء من جامعة كيل البريطانية، نجح فريق بحثي في تطوير تقنية للتعلم الآلي، والتي تمكن علماء الفلك من تقدير أعمار النجوم بشكل أكثر دقة من الأساليب المستخدمة حاليًا، وهذه الأساليب الحالية تعتمد على استنتاج التركيب الكيميائي للنجوم.
وتعلم الآلة هو فرع من الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تحسين نتائج الأنظمة من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات. ولتوضيح ذلك، يُمكن استخدام مثال على تمييز الكلاب عن القطط. حيث يغذي الذكاء الاصطناعي بعشرات أو حتى مئات الآلاف من صور الكلاب والعدد نفسه تقريبًا من صور القطط، وتقوم البرمجيات الذكية بالبحث عن أنماط إحصائية تمكنها من التمييز بين القطط والكلاب بنجاح وبعد ذلك، يحول الذكاء الاصطناعي هذه الأنماط إلى قوانين ذات طابع احتمالي.
وعند فحص صور جديدة التي لم تكن متاحة مسبقًا، يستخدم هذه القوانين للتمييز بين الكلاب والقطط ومع كل صورة جديدة تُضَاف لقاعدة البيانات، ويتحسن أداء النظام في المرات القادمة، وهذه العملية تشبه الطريقة التي نتعلم بها كبشر في حياتنا اليومية منذ نعومة أظفارنا.
وفقًا للدراسة الجديدة التي أعلن عنها في المؤتمر الوطني لعلم الفلك 2023 في جامعة كارديف البريطانية، استند الباحثون إلى نظرية علمية معروفة باسم "فرضية استنفاد الليثيوم".
حيث إنه خلال دورة حياة النجم، يتسبب التزايد في الحرارة والضغط داخل نواته في تغيير التركيب الكيميائي للغمرات الخارجية للنجم، وتحديدًا في انقسام كمية الليثيوم بمرور الزمن.
ونتيجة لهذه الفرضية، تمكن الباحثون من استخدامها لقياس عمر النجم من خلال تحليل كمية الليثيوم الموجودة فيه، وتم ذلك عبر دراسة الضوء الصادر من النجوم البعيدة، حيث يترك الليثيوم نوعًا من البصمة في طيف هذا الضوء، والتي يمكن قراءتها باستخدام تلسكوبات مثل "غايا"، وهو مرصد فضائي أُطْلِق من قبل وكالة الفضاء الأوروبية في عام 2013، وهذا المرصد يهدف إلى جمع بيانات ثلاثية الأبعاد لما يقرب من مليار نجم.
ووفقًا للبيان الصحفي الصادر من الجمعية الفلكية الملكية، أشار الباحثون إلى أنهم استفادوا من بيانات غايا التي جمعت من أكثر من 6 آلاف نجم، واستخدموا هذه البيانات لتغذية برمجية التعلم الآلي وبعد ذلك، تم استخدام هذه البرمجية لنمذجة العلاقة بين درجة حرارة النجم وكمية الليثيوم المقاسة وعمر النجم.
ويطمح الباحثون إلى تحسين دقة تقديرات الفلكيين لأعمار النجوم باستخدام هذه الآلية الجديدة وذلك؛ نظرًا لأن هذا النوع من التقنيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله الأولى، وتتسارع تطوراته بسرعة يوما بعد يوم.
اعرف أيضا:
"الهند تكشف عن خطة إرسال بعثة مأهولة إلى القمر في عام 2040
كيف يمكنني زيادة فرصتي في رؤية الأضواء الشمالية في رحلة إلى القطب الشمالي؟
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
