العربية
طقس العرب - زيادة ندرة المياه وزيادة الحاجة إلى مياه الشرب دفعت ببعض الدول إلى اللجوء إلى تقنية تحلية المياه. ولكن هل هذه التقنية هي الحل الأمثل؟ وهل تحمل مخاطراً تستحق الانتباه؟
سلامة المياه وجودتها تعتبر أمرًا أساسيًا لتعزيز التنمية البشرية وزيادة رفاهية الإنسان. إنها تشكل عنصرًا أساسيًا في الأمن الصحي وتعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.
التغيرات المناخية العالمية، وزيادة عدد السكان العالمي، وزيادة الاحتياجات المتنوعة للمياه، جميعها عوامل تزيد من ندرة المياه وتعقّد التحدي الذي يتعين علينا مواجهته لضمان توفير مياه صالحة للشرب.
تطورات في مجال التكنولوجيا قد فتحت أمامنا فرصًا لاستخدام تقنيات تحلية المياه المالحة، وهذه التقنيات تمثل بديلاً واعدًا لإنتاج مياه شرب آمنة بشكل متزايد.
تحلية المياه هي عملية تتضمن سحب المياه المالحة من المحيط وتنقيتها بحيث تصبح صالحة للشرب.
تم اللجوء إلى تقنية تحلية المياه نتيجة ندرة المياه في جميع أنحاء العالم، وقد تم تطويرها وتعزيزها بشكل متزايد في المناطق القريبة من المحيطات والتي تعاني من نقص إمدادات المياه العذبة.
يعتقد أن اختفاء بعض الكائنات الحية من مناطق التصريف قد يكون مرتبطًا بتدفق المياه المالحة. يحذر علماء الأحياء البحرية من أن تحلية المياه على نطاق واسع يمكن أن تسفر عن خسائر جسيمة في التنوع البيئي للمحيطات.
السبب وراء ذلك يعود إلى أن أنابيب السحب الخاصة بمنشآت تحلية المياه تقوم بشكل رئيسي بتفريغ ملايين العوالق وبيض الأسماك واليرقات البحرية والكائنات الحية المجهرية الأخرى التي تشكل الطبقة الأساسية لسلسلة الغذاء البحرية، وتقتل هذه الكائنات عن طريق الخطأ.
لذا، تمتلك محطات تحلية المياه القدرة على التأثير بشكل سلبي على عدد الكائنات البيئية في المحيط.
تحلية المياه ليست تقنية مثالية، ويمكن أن تكون المياه المحلاة ضارة بصحة الإنسان أيضًا. من الممكن أن تحتوي المياه المحلاة على منتجات ثانوية ناتجة عن المواد الكيميائية المستخدمة في عملية التحلية، وهذه المنتجات يمكن أن تدخل المياه "النقية" وتعرض الأشخاص الذين يشربونها للخطر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون المياه المحلاة حمضية، مما قد يؤثر على الجهاز الهضمي.
وتشير دراسة إلى أن شرب المياه المحلاة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون المياه المحلاة يظهرون زيادة في مخاطر الإصابة بأمراض القلب بالمقارنة مع الأشخاص الذين يشربون المياه العادية.
وتعزى هذا الزيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب إلى نقص المغنيسيوم في المياه المحلاة. يلعب المغنيسيوم دورًا حيويًا في جسم الإنسان ويعتبر ضروريًا ومهمًا لصحة القلب.
عملية تحلية المياه تتطلب استخدام مواد كيميائية قبل المعالجة والتنظيف، وتُضاف هذه المواد إلى الماء قبل عملية التحلية لزيادة كفاءة ونجاح العلاج.
تشمل هذه المواد الكيميائية الكلور وحمض الهيدروكلوريك وبيروكسيد الهيدروجين، والتي يتم استخدامها لفترة محدودة من الزمن فقط. عندما تفقد هذه المواد الكيميائية قدرتها على تنقية المياه، يتم التخلص منها، وهذا يشكل مصدرًا للقلق البيئي كبير.
غالبًا ما تجد هذه المواد الكيميائية طريقها إلى المحيط، مما يمكن أن يؤدي إلى تلويث البيئة البحرية وتسمم النباتات والحيوانات التي تعيش هناك. يجب مراقبة وإدارة استخدام هذه المواد بعناية لتقليل التأثيرات البيئية السلبية.
تحلية المياه يمكن أن تؤدي إلى تقليل تركيز بعض المعادن بشكل كبير، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم، في المياه المحلاة. تناول مياه تحتوي على تراكيز منخفضة جدًا من هذه المعادن يمكن أن يسبب اضطرابات في مستوى الإلكتروليت في الجسم، مثل نقص صوديوم الدم، نقص بوتاسيوم الدم، نقص مغنيزيوم الدم، ونقص كالسيوم الدم.
العلاقة بين تعرض الأفراد للمياه المحلاة واحتمالية الإصابة بالأورام الخبيثة (السرطان) ليست مفهومة بشكل جيد حتى الآن. يجب إجراء المزيد من الأبحاث لفهم هذه العلاقة بشكل أفضل وتحديد مدى تأثير تناول المياه المحلاة على صحة الإنسان واحتمالية الإصابة بالأمراض.
إقرأ أيضًا
الأنهار في افريقيا تعاني من التغير المناخي والتدهور البيئي
تونس تشهد معدلات جفاف هي الأعلى منذ 53 عام
المصدر: webteb
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
