العربية
طقس العرب - في شرق الصين، تأتي فصول السنة، وتمضي بكل تباينها وتغيُّراتها، ولكن هناك فصلًا خاصًا ينتظره الصينيون بشغف، وهو موسم الندى البارد حيث يعتبر هذا الموسم فترة من الهدوء والجمال الطبيعي الخلاب، حيث تنغمس البلاد في سحر طبيعي يجمع بين البرودة القارسة وروعة الزهور الصامتة.
في موسم الندى البارد يظهر مشهد رائع حينما يتكاثف بخار الماء في الهواء مكونًا ندىً أبيضًا يظهر على النباتات ليلاً بسبب انخفاض درجات الحرارة.
جمع الندى الأبيض من النباتات كان تقليدًا شائعًا بين الصينيين القدماء خلال هذه الفترة ووفقًا لكتاب علم الأعشاب القديم، الذي يعود إلى أكثر من 400 عام، والذي ألفه لي شيزين، يُظهر أنه يمكن استخدام الندى الأبيض كمشروب لعلاج الأمراض البسيطة بفضل تأثيره المبرد على الجسم.
اليوم المعروف بـ "الندى البارد" في الصين يأتي عادة في الفترة الممتدة ما بين الثامن والتاسع من شهر أكتوبر في التقويم الميلادي، ويتميز هذا اليوم بانخفاض درجات الحرارة وبظهور الندى بعد الندى الأبيض الذي يسبقه، وبعد هذا اليوم، يصبح الندى البارد أكثر شيوعًا، وتتراجع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء في الهواء ليشكل قطرات الندى.
في هذا اليوم، تتوارث التقاليد في مختلف مناطق الصين على سبيل المثال، في مدينة فوتشو بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين، يعتاد الناس تناول فاكهة "عين التنين"، وذلك لأن تناول هذه الفاكهة في هذا اليوم الخاص يعتبر مفيدًا للصحة.
بينما في مدينة نانجينغ بمقاطعة جيانغسو الصينية، يتمتع الناس بشرب شاي "الندى البارد" في هذا اليوم كجزء من تقليد طالما تميز بها المنطقة.
يوم الندى يأتي في فصل الخريف، حيث يرمز إلى نهاية الأجواء الصيفية وبداية فصل الخريف، وتتغير الأحوال الجوية إلى حد بعيد خلال هذا الوقت في مناطق شمال الصين فيما يختلف توقيت دخول فصل الخريف تمامًا في الشمال الشرقي الصيني، حيث يكون قد بدأ منتصف الخريف، وفي نفس الوقت، يبدأ فصل الشتاء في المناطق الشمالية الغربية من الصين.
مع انخفاض درجات الحرارة، يزداد خطر الإصابة بالأمراض مثل الإنفلونزا وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتهابات الشعب الهوائية، والسكتات الدماغية، والالتهاب الرئوي، والربو، وهذا يؤثر على نحو خاص على كبار السن ولهذا السبب، يفضل العديد منهم السفر إلى المناطق ذات الطقس الأكثر دفئًا للحفاظ على صحتهم وتجنب المشاكل الصحية التي تنجم عن انخفاض درجات الحرارة.
في عدة قرى صينية مختلفة، يتم ممارسة أنشطة زراعية متنوعة وفقًا للمناخ والموارد المتاحة على سبيل المثال، في قرية شينمياو في مقاطعة شاندونغ في الشرق الصيني، يقوم المزارعون بتعليق حبوب الذرة في الهواء لتجفيفها، بينما في قرية تشنتشوانغ في المقاطعة نفسها، يتم حصاد محصول الذرة، وفيما يتعلق بقرية يانغوان في مقاطعة قانسو في الشمال الغربي الصيني، يعمل المزارعون على قطف التفاح ونقله إلى مواقع البيع.
أما في حقول يانغتشو التجريبية، فيتم حصاد محصول الأرز الشهير في الصين وأخيرًا، في بلدة تشيويبي في جنوب غرب الصين، يتم زراعة شتلات الفراولة بنجاح.
يتجلى في هذا اليوم الخاص تراث الثقافة الصينية وارتباطها العميق بالفصول والظواهر الطبيعية؛ حيث إن تقاليد الطعام والشراب واحتفالاتهم تعكس تقديرهم للعلاقة بين الإنسان والبيئة والمواسم المختلفة التي تحمل معها تغييرات في الطقس والطبيعة.
اعرف أيضا:
ظاهرة مد نادرة على شكل حراشف سمكية
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
