العربية
طقس العرب - يعتمد الإنسان لبدء يومه واستكماله بنشاط على وجبات غذائية عديدة وأنظمة غذائية تتناسب مع احتياجاته، ولكن تخيل لسبب ما أن تمتنع عن الطعام لمدة 3 أيام، ماذا سيحصل حينها؟ وكيف ستحصل على طاقتك؟ هل تعتقد أن بإمكانك الصيام لمدة تزيد عن 72 ساعة دون الحاجة إلى الغذاء؟
لنعرف أكثر يجب في البداية الحديث عن كيف تقوم أعضاء الجسم بتفكيك الطعام الذي نتناوله وتحويله لطاقة يتناسب مع احتياجاتنا
بعد تناول وجبة طعام، يتم تفكيك الطعام إلى جزيئات بسيطة واستخدامها كوقود حتى تتمكن أعضاء الجسم من العمل بشكل صحيح. البنكرياس، العضو الموجود في البطن، ينتج هرمون الإنسولين الذي ينظم عملية تفكيك الكربوهيدرات في الجسم بشكل رئيسي، وأيضًا البروتين بشكل ثانوي. والإنسولين هو الهرمون الذي يساعد الخلايا في امتصاص الجلوكوز الموجود في الدورة الدموية بعد تناول وجبة. أما الدهون الغذائية، فيتم تفكيكها إلى أحماض دهنية يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة وأيضًا لأغراض بيولوجية متنوعة، مثل إنتاج هرمون التستوستيرون على سبيل المثال. في حين الأحماض الدهنية الزائدة يتم تحويلها مرة أخرى ويتم تخزينها في الأنسجة الدهنية المعروفة بالدهون الجسدية.
في هذه الأثناء، ستتم معالجة الكربوهيدرات الزائدة من تلك الوجبة أولاً عبر تحويلها إلى جلايكوجين، وهو سلسلة من جزيئات الجلوكوز يمكن تخزينها واستخدامها في وقت لاحق. ويتم تخزين الجلايكوجين بشكل رئيسي في الكبد والعضلات. نظرًا لوجود حد بيولوجي لكمية الجلايكوجين التي يمكن للشخص تخزينها، عندما تصل إلى هذا الحد، يتم تحويل باقي الزيادة في الطاقة وتخزينها كأنسجة دهنية في الجسم، والتي تعرف أيضًا بالدهون الجسدية. هذه هي العملية الروتينية التي تخضع لها أجسامنا عند تناول الطعام طوال اليوم. لكن ماذا سيحدث إذا اخترت التوقف عن تناول الطعام لمدة 3 أيام متتالية؟
سيتم استخدام مُعظم الجلوكوز المُتبقي في جسدك كوقود، وفي هذا الوقت سيبدأ جسمك في التحول من حالة البناء إلى حالة التحلل. ونظرًا لأن الجسم لا يستقبل المزيد من المواد الغذائية في هذا الوقت فيجب أن يبدأ في استخدام احتياطات الجلايكوجين الخاصة به لتوفير الوقود لنفسه. وهنا يبدأ البنكرياس في إفراز الجلوكاجون وهو مختلف عن الجلايكوجين أو الجلوكوز. ومن مهامة تنبيه الجسم إلى إطلاق الجلايكوجين و الأحماض الدهنية.
وإذا كانت وجبتك الأخيرة قليلة في الكربوهيدرات، فإن جسمك قد يبدأ في إنتاج الكيتونات كمصدر للطاقة خلال هذه المرحلة الأولى من الامتناع عن الطعام. والكيتونات هي مواد كيميائية ينتجها الكبد عند تحويل خلايا الدهون إلى أحماض دهنية. لذلك عمومًا خلال تلك الساعات الأولى، ستبدأ مستويات الجلوكوز في الدم في الارتفاع تدريجياً ثم ستنخفض تدريجياً. وفي الوقت نفسه، فإن مستويات الكيتون ستقوم بالعكس تمامًا حيث سترتفع تدريجياً، خاصة بعد مرور حوالي 10 ساعات من الصيام.
قبل أن تصل إلى 10 من ساعات من الامتناع عن الطعام، إذا كنت مُعتاد على تناول ثلاث وجبات في اليوم أو كنت تتناول نظام غذائي غني بالكربوهيدرات، فمن المحتمل أن تشعر بالجوع وتدني في مستويات الطاقة. ولكن إذا تجاهلت هذا الجوع واستمررت في الصيام لمدة 10 ساعات على الأقل، سيبدأ جسمك في زيادة مستويات هرمون تنتجه الغدة النخامية يسمى هرمون نمو الإنسان والمعروف أيضًا باسم (HGH).
حيث أن الصيام والامتناع عن الطعام يمكن أن يزيد من إنتاج هرمون النمو - HGH - بفعالية تمامًا مثل التمرين والإجهاد وانخفاض مستوى السكر في الدم بشكل كبير، والذي يعرف أيضًا بمرض انخفاض السكر في الدم أو الهبوط في مستوى السكر. ويلعب هرمون النمو دورًا مهمًا في عملية الصيام لأنه مرتبط بزيادة نمو العضلات، وأداء التمارين، وتحسين تكوين الجسم، ومعدل الأيض الأسرع، ومناعة أقوى، واستعادة أسرع من الإصابات.
وعلى الرغم من أن هرمون النمو من غير المرجح أن يؤدي إلى نمو العضلات في غياب المواد الغذائية أثناء الامتناع عن الطعام، إلا أن المُعتقدات تشير إلى أنه مسؤول عن تأخير تحلل العضلات. لذا سيساعد في منع فقدان العضلات أثناء فترة الامتناع عن الطعام. ويفعل ذلك من خلال تحفيز العمليات الأيضية مثل تخليق البروتين وإصلاح أنسجة العضلات. ووفقًا للأبحاث، كلما طال الصيام، زاد إنتاج هرمون النمو - HGH. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة أن الصيام ليومين فقط زاد إنتاج HGH بمقدار 5 مرات.
وفي الفترة من 12 إلى 16 ساعة تقريبًا، واعتمادًا على كمية الكربوهيدرات التي تتناولها عادة، سيستمر جسمك في استنزاف مخزونات الجليكوجين، بينما يزيد أيضًا من اعتماده لجسيمات الكيتون. وقد تم توثيق فوائد هذه الفترة الأولية من الصيام بشكل جيد نظرًا لأنه قد تم إعداد دراسات متعددة لمراقبة الأشخاص أثناء صيام شهر رمضان.
تقدم الدراسات في هذا المجال نظرة عامة ممتازة على الفوائد التي يترتب عليها الصيام لمدة 10-17 ساعة يوميًا على الجسم البشري. ووفقًا للنتائج، هناك تحسن كبير في إدارة الوزن، والهضم، ومستويات الكولسترول. وبالإضافة إلى ذلك، تُظهر بعض الدراسات انخفاضًا كبيرًا في علامات الالتهاب المرتبطة بعدد من الأمراض.
بعد 16-18 ساعة من الصيام، سيبدأ جسمك عملية البلعمة الذاتية، وهي عملية إعادة تدوير التلقائية فيبدأ الجسم في التخلص من أي شوائب يجدها، سواء كانت بروتينات تالفة أو بكتيريا أو خلايا غير صحية.
بعد 24-32 ساعة من الصيام، سيتخلص جسمك من مخزونات الجليكوجين وسيعتمد تمامًا على مخزونات الدهون الخاصة به للحصول على الطاقة. لا يزال دماغك بحاجة إلى الغلوكوز للعمل بفعالية، لذلك سيجد جسمك وسائل لتحقيق ذلك، عادةً عن طريق فصل الدهون الثلاثية من مخزونات الدهون إلى جليسرول وأحماض دهنية حرة، والتي ستساعد في الحفاظ على العضلات ومنع تدهورها.
سيحصل جسمك على معظم الطاقة والغلوكوز التي يحتاجها للحفاظ على عضلاتك من الدهون الجسمية، وسيزيد من إفراز هرمون النمو البشري خلال هذه العملية.
بعد 32 ساعة ستلاحظ فقدان وزن كبير، ومع ذلك، يتعلق هذا في الغالب بفقدان المياه نتيجة نفاد مخزونات الكربوهيدرات وأيضا فقدان الدهون.
وبمجرد أن تصل إلى 3 أيام من الصيام، ستستمر عملية تعزيز الجهاز المناعي والالتهام الذاتي وتقليل الالتهاب. ولكن العيوب ستفوق الفوائد. فالصيام لمدة 72 ساعة صعب بالنسبة لمعظم الناس بدون أي مساعدة طبية. حيث سيبدأ الجسم أيضًا في تفكيك أنسجة العضلات وقد يبدأ في الإضرار بفيتامينات ومعادن معينة وقد يؤدي إلى مشاكل هضمية.
المصدر: boxrox
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
