العربية
طقس العرب -يشهد فصل الشتاء ازديادًا في تفضيل الناس الاستمتاع بفنجان من شاي الكرك، الذي يحظى بشهرة كبيرة في دول العربية ودول الخليج.
وتتعدد طرق التحضير المتبعة في إعداد شاي الكرك من منطقة إلى أخرى، حيث تُغلى غالبًا أوراق الشاي ليتم بعد ذلك إضافة الحليب مع نكهات مميزة كالهيل والزعفران، ويقوم بعض الأشخاص الآخرين بإضافة لمساتهم الخاصة بمكونات مثل القرفة والزنجبيل لتحسين تجربة شرب الشاي وإضفاء نكهة إضافية.
في يوم ممطر يسارع أحمد الذي يعمل في أحد المقاهي في الأردن لتلبية طلبات زبائنه الذين اصطفوا أمام المقهى للحصول على مشروب شاي الكرك الذي يعتبر من المشروبات الشائعة في الأردن، ومن جانب آخر من الكرة الأرضية يحمل شمس الدين صينية ممتلئة بكؤوس تحتوي على هذا المشروب اللذيذ في المغرب ليبلي طلبات زبائنه الذين يستمتعون بإيقاع موسيقى الفلكلور المغربي.
ومن المغرب إلى الدوحة في قطر يرى عبدالرحمن أن الصباح لديه في المقهى لا يبدأ إلا مع اصطفاف العديد من الأشخاص في سياراتهم للحصول على شاي الكرك، والذي يعتبر من المشروبات الشعبية في الخليج.
فمن أين أتى هذا المشروب؟ وكيف توارثته الأجيال عبر التاريخ؟
شاي الكرك، هذا المشروب الفريد الذي يمزج بين نكهات الشاي والحليب والهيل، له أصول تمتد إلى أقاصي الشرق، ووصل إلى الدول العربية من الهند وبلاد شرق آسيا عبر رحلات التجارة البحرية التي جسدت التواصل الثقافي بين الثقافات المختلفة.
وفي هذه الرحلات، لم يقتصر نقل البضائع على البخور والبهارات فقط، بل حملت معها عادات اجتماعية وثقافية غنية، وتظل آثارها قائمة في المجتمع حتى اليوم، واشتق الاسم "الكرك" من اللغة الأردية، حيث تعبر الكلمة عن المفهوم "الثقيل أو المركز".
وتحول الكرك إلى ظاهرة اجتماعية في الدول العربية، حيث إنه يروي قصة التواصل الثقافي والتبادل الذي أضفى على هذا المشروب أبعادًا جديدة، وإنه اليوم رمز للحياة الثقافية والعادات في الدول العربية، يحتل مكانة مميزة على لوائح المقاهي والمطاعم، حيث يستمتع به السكان المحليون والزوار الأجانب على حد سواء.
الهيل يؤدي دورًا مهمًا في تحسين صحة الجهاز الهضمي، حيث يُعزز من تخفيف الانتفاخات والتقليل من التقلصات في المعدة.
مضادات البكتيريا الموجودة في الهيل تساعد على التخلص من رائحة الفم الكريهة.
الزنجبيل يساهم في تقليل الشعور بالغثيان، كما يحتوي على مضادات الأكسدة التي تؤدي دورًا في منع الأمراض مثل أمراض القلب.
يقول الخبراء في إعداد شاي الكرك أن تحضيره ليس بالأمر السهل، حيث يعد عشاقه مهمة معقدة، إذ لا يقبلون إلا بالنكهة المعتادة التي تجسدت في مزيج الشاي الخشن والسكر والهيل، مع لمسة من الزعفران لإضفاء اللون المميز، ويتم إضافة الحليب المركز السائل لإكمال النكهة، ومن ثم يُصب الشاي في الكأس من مسافة بعيدة لضمان تحقيق توازن مثالي بين الشاي والحليب.
وينصح البعض باتباع طريقة صحية لتحضيره حيث يُتْرَك الشاي يغلي على نار هادئة لمدة تقارب 15 دقيقة، مع تجنب إضافة السكر واستخدام النكهات الطبيعية لتعزيز طعم الكرك.
ويحتل شاي الكرك مكانة مرموقة في منطقة الخليج بأسرها، ورغم وجود بعض الاختلافات الطفيفة في المكونات من دولة إلى أخرى، إلا أنه يحتفظ باسمه الذي يعرف به في جميع دول المنطقة، باستثناء اليمن حيث يُطلق عليه اسم "الشاي العدني".
اقرأ أيضا:
لماذا يجب أن نأكل الكستناء في ليالي الشتاء الباردة؟
3 أنواع من المشروبات اليومية متهمة بمرض "سرقة الدماغ"!
المصادر:
تطبيق طقس العرب
حمل التطبيق لتصلك تنبيهات الطقس أولاً بأول
