الحروف المبعثرة
2020-05-09
🔴 فرصة الخلاص ..!! ◀️ الأردن من الداخل متعافي تماماً من فايروس كورونا .. والتحديات التي مرّ بها منذ بداية الأزمة بدءاً من توزيع الخبز بالحافلات والإزدحامات الشديدة التي حدثت أثناء التوزيع ومروراً بالإزدحامات التي حصلت بعد أيام من الحظر الشامل لتأمين الناس قوت يومهم وإنتهاءً بالإنفتاح الأخير بتخفيف إجراءات الحظر وما تبعه من إزدحامات وحركة حياة شبه طببعية بالطرقات والمدن .. ولو أن الأمر غير ذلك لكنّا شهدنا إنتشاراً واسع النطاق للعدوى بهذا الفايروس المقيت .. إلاّ أن الأيام الثمانية التي سجلت فيها البلاد صفراً في عدد الحالات لأكبر دليل على أن الأردن متعافي من الوباء .. إذاً .. فإن الأردن في عافية وصحة طيبة من الداخل وأن جميع الحالات التي ظهرت هي مستوردة من الخارج من هؤلاء الذين عادوا من مناطق موبوئة وتم التعامل معهم بحرفية عالية من الحكومة وهذا بالتأكيد يحسب لها .. لكن العتب واللوم الذي يقع على عاتق صناع القرار والذي يتمثّل بتراخيهم في التعامل بنفس الحرفية التي إنكبّوا على أنفسهم بها على بؤر الوباء لتجفيفها وقد فعلوا .. هذا التراخي الذي يتجسّد بعلمهم المسبق أن البلد في حالة طيبة وأن مصادر إنتقال الوباء إليه هي الآن من الحدود ومن سائقي الشاحنات تحديداً .. ولم يراعوا هذا الجانب الرعاية المطلوبة بإتخاذ أشد الإجراءات حزماً لمنع دخول الفايروس الى البلاد .. وأراهن وأجزم أن عملية السيطرة على هذه البؤرة ستجدد الصفر في عدد المصابين ليس لثمانية أيام وحسب بل لأيام وأيام وربما شهراً وأكثر سيبقى فيه العدد صفراً لأن البلد ببساطة لم ينتشر فيه الوباء والأمور جميعها تحت السيطرة .. إلاّ إذا قُصفت هذه المعادلة من قبل العائدين من الطلبة والمغتربين الذين سينسفون كل الجهود التي لم تأل الحكومة جهداً لتحقيق إنحسار الوباء وتجفيف منابعه .. وبرأيي المتواضع فقد كانت خطوة إعادة الطلاب في هذه المرحلة الحرجة من البلدان التي يدرسون بها غير ناجعة وكان عليها أن تبقيهم حيث هم مع متابعة شؤونهم في الخارج وإعطائهم التعليمات الوقائية للمحافظة على صحتهم .. فمثلما إبني رفضت شخصياً عودته من ألمانيا ومثلما رفض غيري إعادة أبنائهم من بلدان شتى ... فكان من باب أولى بقاء الجميع حيث هم يلتزمون الحجر وبتبعون إجراءات الوقاية فيه .. لأن من عادوا ليسوا أغلى من إبني ولا أغلى من أبناء العديدين الذي أصروا إبقاء أبناءهم حيث هم في بلاد الغربة التي يدرسون بها .. لكن هذا الظرف الحرج لا يصح فيه إلاّ الصحيح .. وأنّ من عادوا .. عادوا لأجل أن يعودوا فقط وليس لأجل أن يكونوا في منأى عن الفايروس .. وكانت تلك فرصتهم للعودة ..!!