Crowdsourcing Posts

Share with us the weather from your location☀️🌧❄️

Download App
5:19 PM
وطني

وطني حبيبي

2020-05-18

نار با حبببي نار مرّت السنون ولازلتُ أذكر تلك اللّحظات العصيبة التي عصفت في حياتنا ، وكأنّها حدثتِ البارحة ، يحدّثني الكثيرُ عن حالها الآن ، ويذكّرونني بسطوتها وقساوة أحداثِها المُؤلمة . ألَمُ الفراق عن الوطن من أصعب الآلام ومن أشدّها على البشريّة ، فمن لا يبكي لفراق الوطن ؟ ومن لا يشتاق لأرض وطنه ؟ أروني مغترباً لا يحنّ لوطنه وزوجته وأطفاله الذين تركهم وظلماتِ اللّيالي ، وهامَ على وجهه طلبًا للرّزق ؟ والاغترابُ في كل الأحوال ليس سيئاً ، فهو يُعلّمُنا أنّ البُعدَ عن الوطن لا يعني بالضّرورة التّوقّف عن العمل والإنتاج وفقدان الأمل . وأؤمن بأنّ ربّ الأسرة هو مَن يؤمّنُ ويصنعُ مستقبلَ أسرته ، وهو الحارس الأمين لها من الأخطار : بشريّة أو بيئيّة أو ماديّة أو ......... فلذلك وجِد الاغتراب . صديقنا ترك وطنه وفيه العائلة وكلّ ما يملك ، واغترب في عقد السّبعينات باحثاً عن مصدر رزق ، ولا يطلب المال كما يتمنّى البعض ، واعتقد أنّ أوج أمانيه كانت في اتجاهيْن : البحث عن الرّقي الحضاريّ ، بدافع ممّا حمله معه من المدينة وبتزكية الزوجة . والاستقلاليّة والاعتماد على الذّات ثانياً .