Crowdsourcing Posts

Share with us the weather from your location☀️🌧❄️

Download App
4:18 AM
الحروف

الحروف المبعثرة

2020-09-30

فقه الاحتمالات وذكاء الإمام الشافعي ومما روي عن ذكائه رحمه الله ، أنه كان هناك مجموعة من العلماء يحقدون على الإمام الشافعي ويدبرون له المكائد عند الأمراء .. فاجتمعوا وقرروا أن يجمعوا له عديد من المسائل الفقهية المعقدة لإختبار ذكائه .. فاجتمعوا ذات مرة عند الخليفة هارون الرشيد الذي كان معجبًا بذكاء الشافعي وعلمه بالأمور الفقهية وبدأوا بإلقاء الأسئلة والفتاوى في حضور الرشيد: فسأل الأول : ما قولك في رجل ذبح شاة في منزله ثم خرج في حاجة فعاد، وقال لأهله : كلوا أنتم الشاة فقد حرمت علي.. فقال أهله : علينا كذلك ؟ فكر قليلاً فأجاب الشافعي: إن هذا الرجل كان مشركاً فذبح الشاة على اسم الأنصاب، وخرج من منزله لبعض المهمات فهداه الله إلى الإسلاموأسلم فحرمت عليه الشاة، وعندما علم أهله أسلموا هم أيضاً فحرمت عليهم الشاة كذلك. وسُئل: شرب مسلمان عاقلان الخمر،, فلماذا يُقام الحد على أحدهما ولا يُقام على الآخر ؟ فكر قليلاً : فأجاب إن أحدَهما كان صبياً والآخرُ بالغاً. وسُئل: زنا خمسة أفراد بإمرأة، فوجب على أولِهم القتل .. وثانيهم الرجم .. وثالثِهم الحد .. ورابعِهم نصفُ الحدِّ .. وآخرهم لا شيء ؟ فكر قليلاً فأجاب: استحل الأولُ الزنا فصار مرتدًا فوجب عليه القتل .. والثاني كان محصناً ..والثالثُ غيرَ محصنٍ .. والرابعُ كان عبداً .. والخامسُ مجنوناً. وسُئل : رجل صلى ولما سلم عن يمينه طلقت زوجته !! .. ولما سلم عن يساره بطلت صلاته !! .. ولما نظر إلى السماء وجب عليه دفع ألف درهم ؟ فكر قليلاً ثم قال الشافعي: لما سلم عن يمينه رأى زوج امرأته التي تزوجها في غيابه فلما رآه قد حضر طلقت منه زوجته، ولما سلم عن يساره رأى في ثوبه نجاسة فبطلت صلاته، فلما نظر إلى السماء رأى الهلال وقد ظهر في السماء وكان عليه دين ألف درهم يستحق سداده في أول الشهر. وسُئل : ما تقول في رجل أخذ قدح ماء ليشرب .. فشرب حلالاً وحرم عليه بقية ما في القدح؟ فكر قليلاً فأجاب: إن الرجل شرب نصف القدح فرعف (أي نزف) في الماء المتبقي .. فاختلط الماء بالدم فحرم عليه ما في القدح !. إلى هنا لم يستطع الرشيدُ الذى كان حاضرًا تلك المساجلة أن يخفي إعجابه بذكاء الشافعي وسرعة خاطرته وجودة فهمه، وقال له: لقد بينت فأحسنت وعبرت فأفصحت وفسرت فأبلغت، فقال الشافعي: أطال الله عمر أمير المؤمنين إني سائل هؤلاء العلماء مسألة فإن أجابوا عليها فالحمد لله، وإلا فأرجو أمير المؤمنين أن يكف عني شرهم فقال الرشيد لك ذلك وسلهم ما تريد. فقال الشافعي : مات رجلٌ وترك 600 درهم، فلم تنل أخته من هذه التركة إلا درهمًا واحدًا .. فكيف كان الظرف في توزيع التركة؟. فنظر العلماء بعضُهم إلى بعض طويلاً ولم يستطع أحدهم الإجابة على السؤال، فلما طال بهم السكوت طلب الرشيد من الشافعي الإجابة. فقال الشافعي: مات هذا الرجل عن ابنتين وأم و زوجة واثني عشر أخاً وأختٍ واحدةٍ، فأخذت البنتان الثلثين وهما 400 درهم، وأخذت الأم السدسَ وهو 100 درهم، وأخذت الزوجة الثمنَ وهو75 درهم، وأخذ الإثنا عشر أخاً 24 درهمًا فبقي درهم واحد للأخت. فتبسم الرشيدُ وقال: أكثر الله في أهلي منك، وأمر له بألفي درهم فتسلمها الشافعي ووزعها على خدم القصر. رحم الله الإمام الشافعي اذكرونا بدعوه صادقه في ظهر الغيب