Crowdsourcing Posts

Share with us the weather from your location☀️🌧❄️

Download App
6:05 PM
وطني

وطني حبيبي

2022-01-17

رثاء زوجة عمّي العزيز إنّها لرَحْمَة من لَدُنِ ربّي ، لا قبْلَها ولا بَعْدها ، أنْ استضفتُ جدة بناتي خمسة عشرَ عامًا بحُلْوها ومُرّها علينا ، تركتنا وذهبت بسرعة البَرق ، أتت النّهاية بَغْتةً . كم هو مُرعِبٌ الموتُ ! شاهدتُها تواجهه بالصّلاة والجَلَد ، فقد أكرمني الله بوداعِها ، كنتُ قريبًا جدًا منها ، ولا أظنّ أنّ أحدًا افتقدَها مثلي ؛ فهي تحملُ ريحة الغوالي ، وبفقدانِها أكبرُ الخاسرين لتضرّعاتها ، سأفتقدها لأنّها تنتظر عودتي في كلّ يوم ، وتقدّر تعبي ؛ عندما أطِيلُ تحضيرَ دروس طلابي ، تقول : " يا بنيّ ، عيونك إلهن عليك حقّ " . هي تشجّع برشلونة ، وإن خسر الرّيال تقول : " زلمك اليوم ما فيهم فايده " . ولطالما طربْتُ لمثل هذه الجُمَل البلاغيّة ، وفي الصّباح أسمعُ صلاتَها ، وأكاد أفهمُ أنينَها الّذي يَجْلدُني …… ، لأبكيَنّ الأمّهاتِ كلَّهُنّ لأجلِك يا …….. . مَرّتِ السّنونَ وللأمانة كانتِ الجِدّةُ خفيفة لم تُثْقِل علينا في شيء ، ولم تسمع مِنّي ما يَسوؤها قطّ ، ولم تُوصيني ، ولرُبّما كنت أقرأ على مُحيّاها ما يَجولُ في نَفْسِها ، تضحك حينًا ، وحزينة باكِيَة أحيانًا ، لرُبّما كانتْ تُحَدّثُ غيري ….. رُبّما .